في الذكري الستين لقيام دولة الاغتصاب الصهيوني تحدث الجميع و اسهب الجميع في الشرح و التوضيح و التحليل
هاجم الجميع الكيان الصهيوني العنصري المحتل و هاجم الادارة الامريكية الفاشية القابعة في البيت الابيض ،
حملنا الاستعمار المسئولية كاملة عن ضياع فلسطين و لكننا لم نسأل انفسنا سؤالا واضحا ، ما هي درجة مسئوليتنا عن " استمرار النكبة التي بدأت منذ ستين عاما بالتمام و الكمال "
ما مسئولية حكامنا الاشاوس المحتلين لكراسي السلطة بالغصب و القمع و الاستبداد عن استمرار ضياع فلسطين و طغيان الكيان الصهيوني
ربما يبدو هذا هو السؤال الذي لم اسمع اجابة شافية عنه و نحن نحيي ذكري نكبة فلسطين .
فقد قرأت و شاهدت ما قيل حول " كيف ضاعت فلسطين و كيف حدثت النكبة " لكني لم اسمع اجابة للسؤال كيف استمرت النكبة
و اسمحوا لي ان اخبر من يقرأ كيف استمرت نكبة فلسطين - بل و نكبتنا جميعا - من وجهة نظري المتواضعة .
النكبة بدأت بطرد اهل فلسطين و تشريدهم منذ ستين عاما لكنها استمرت عبر حكامنا الافاضل الذين باعوا القضية و تحالفوا مع الاستعمار دعما لكراسيهم و بقاءهم علي كراسي السلطة .
نكبتنا استمرت حينما حكمنا عدد من الطغاة الذين استمرأوا البقاء علي قلوب شعوبهم بالقمع و الاعتقال و الاستبداد و القتل ان لزم الامر .
نكبتنا استمرت حينما فشلنا في توفير الطعام الذي نأكله و احتكر قوت الناس و حرية الناس شلة من الفاسدين المفسدين و اعوانهم و رجالهم المخلصين .
نكبتنا استمرت حينما استسلمنا و تخاذلنا و " جبنا ورا " و قلنا ان السلام خيارنا الاستراتيجي رغم اداركنا ان الاستسلام هو خيارنا الاستراتيجي .
نكبتنا استمرت عندما تقدمت الامم و تحررت ووقفنا نحن في مكاننا نسبح بحمد الرئيس الحكيم و الزعيم الملهم الذي تحسدنا عليه امم الارض كافة .
نكبتنا استمرت حينما استسلمنا لحكام طغاة فاسدين فاشلين علي كل المستويات ، حكام لا صنعوا و لا صدروا و لا حرروا و لا تحرروا حكام احتلوا مقاعدهم رغما عنا و ارادوا ان يورثوها لابنائهم .
نكبتنا استمرت حينما سكتنا علي جوعنا و فقرنا و بطالتنا و " طرمخنا " علي الغلاء و الفساد و التبعية و الذل و القهر و التزوير و التزييف
نكبتنا استمرت عندما تقدم عدونا و صنع و اهتم بالعلم و التعليم و العلماء و بقينا نحن نتلفت حولنا مذهولين مما يحدث و غير مصدقين .
هذا هو السبب الرئيسي في استمرار نكبة فلسطين و نكبة الامة و التي ستستمر ان استمر الصمت و الطناش علي حكام هم في الاصل الضمانة الكبري لامن الكيان الصهيوني المغتصب .
و كل عام و فلسطين الحبيبة غالية و شامخة و باقية من النهر الي البحر .