كلما ازدادت الهموم و تضاعفت و تضخمت الازمات الوطنية كنت افعل شيئا من اثنين ، اما ان اغرق في بحر الادب قراءة و كتابة ، و اما ان امارس الحرية علي طريقتي التي هي ببساطة السير في شوارع وسط مدينة القاهرة و مشاهدة كل شيء الناس و المحلات و المكتبات ، و دائما ما كنت اري في وجوه الناس - و لو بالوهم - انهم مقموعين ، و ان بداخلهم صرخة ما يريدون ان يصرخوها لكنهم يعجزون عن فعل ذلك ، الا هذه المرة فقد شعرت - يمكن بالوهم ايضا - ان الناس تمارس حرتها بشكل كامل و ان الغضب المكتوم في الصدور يبدو انه خرج بدرجة ما و ان الناس - مع كل المآسي - اكثر سعادة و انطلاقا .
فالناس بعد 6 ابريل اكثر قوة و حرية و انطلاقا .
مصر بعد 6 ابريل اكثر حيوية و قدرة علي الرفض .
هذا الفتي الذي يقف علي عتبة المحل يستقطب الزبائن اصبح اكثر قدرة علي التعبير ، بائع الكتب الذي يقف في الشارع و اقف امامه اشاهد اخر عناوين الكتب يبدو اكثر حرية في " رص الكتب " و تنظيمها و جعلها اكثر لفتا للانتباه ، هذا الشباب الذي يشاهد الفاترينات اكثر سعادة و احساسا بالحياة .
واجهات السينما التي تحمل افلام يوسف شاهين و تلميذه حالد يوسف متألقة اكثر و افلامها اكثر جاذبية و الناس اكثر حرية في اختيار الافلام
مصر كلها فما يبدو تتحرر من قيود قديمة و بالية و تبدو اكثر جمالا و تألقا و حرية .
جولاتي في المكتبات تؤكد ان عناوين الكتب اكثر اهتماما بالحرية ، فهل صدرت بعد السادس من ابريل ؟ لا اعتقد و لكني اعتقد ان طرحها ف السوق الان اكثر اهمية بعد 6 ابريل .
اسير و اسير تغطي سيرة الحرية علي تفكيري و تتملكني بشكل كامل . و من بعيد يبدو طيف غريب احاول الهروب منه و لا استطيع ، انه طيف الوطن الاسير القديم ، فقد اصبح الوطن مختلفا تماما بعد 6 ابريل انه الان ستكمل قدرته علي الصراخ و الرفض فهل ينجح ؟ ربما و لكنه حتي لو فشل فقد نجح في ان يسترد بعضا مما يستحق .
الأربعاء، 16 أبريل 2008
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)